تعد الشوكة العظمية في الكعب أو ما يعرف بـ Heel Spur من المشكلات الشائعة التي تسبب ألمًا مزعجًا في الكعب، خاصةً عند المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
قبل إصابتي بها، لم أكن أتخيل أن ألمًا بسيطًا في البداية قد يتحول إلى معاناة يومية تؤثر على نشاطي وحركتي.
في هذا المقال، سأشارك معكم تجربتي مع الشوكة العظمية، بدءًا من ظهور الأعراض، ومرورًا بمرحلة التشخيص، ووصولًا إلى طرق العلاج التي ساعدتني على التخلص من الألم والعودة إلى حياتي الطبيعية، بالإضافة إلى نصائح مهمة لكل من يعاني من نفس المشكلة.
- ما هي الشوكة العظمية؟
- الشوكة العظمية: كيف تتكون؟ ولماذا تسبب ألم بالكعب؟
- 5 عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية
- تجربتي مع الشوكة العظمية وأعراضها كما شعرت بها
- كيف شخص الطبيب إصابتي بالشوكة العظمية؟
- طرق علاج الشوكة العظمية في الكعب
- كم مدة التعافي من الشوكة العظمية؟
- مضاعفات الشوكة العظمية: احذر منها
- طرق الوقاية من الشوكة العظمية
ما هي الشوكة العظمية؟
تعد الشوكة العظمية من أكثر أسباب ألم الكعب شيوعًا، وهي نتوء عظمي صغير يتكون في الجزء السفلي من عظم الكعب نتيجة لترسب الكالسيوم.
غالبًا ما ترتبط بالتهاب اللفافة الأخمصية، وهو شريط سميك من الأنسجة يمتد على طول الجزء السفلي من القدم ليربط عظم الكعب بأصابع القدم.
عادةً ما تسبب الشوكة العظمية ألمًا حادًا يشبه الطعنات، خاصةً عند القيام بأول خطواتك في الصباح.
قد يقل الألم تدريجيًا مع الحركة، لكنه غالبًا يعود بعد الوقوف لفترات طويلة أو عند النهوض بعد الجلوس لفترة.
ورغم أن السبب الدقيق لظهور الشوكة العظمية غير معروف تمامًا، إلا أنها أكثر شيوعًا بين العدّائين، والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، ومن يقفون لفترات طويلة في العمل أو حياتهم اليومية.
الشوكة العظمية: كيف تتكون؟ ولماذا تسبب ألم بالكعب؟
الشوكة العظمية في الكعب هي نتوء عظمي صغير يتكوّن غالبًا نتيجة مشاكل في اللفافة الأخمصية، حيث يدعم هذا الشريط قوس القدم ويساعد على امتصاص الصدمات أثناء المشي.
عندما تتعرض اللفافة الأخمصية للإجهاد أو الضغط المفرط، قد تحدث بها تمزقات دقيقة.
ومع استمرار الشد والتمزق، تلتهب الأنسجة ويبدأ الكالسيوم في التراكم في منطقة الكعب، مما يؤدي إلى تكوّن الشوكة العظمية، وهي السبب الشائع وراء ألم الكعب خاصةً عند المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
5 عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية
على الرغم من أن الشوكة العظمية قد تظهر أحيانًا دون سبب واضح، توجد عوامل معينة تزيد من احتمالية الإصابة بها، ومنها:
- العمر
تزداد فرص الإصابة بالشوكة العظمية بين سن 40 و60 عامًا.
- نوعية التمارين الرياضية
قد تساهم الأنشطة التي تضع ضغطًا كبيرًا على الكعب والأنسجة المرتبطة به، مثل الجري لمسافات طويلة، ورقص الباليه، أو رقص الإيروبيك، في ظهور الشوكة العظمية.
- مشكلات ميكانيكية في القدم
مثل القدم المسطحة، أو تقوس القدم الشديد، أو حتى طريقة المشي غير الطبيعية، والتي قد تؤثر على توزيع الوزن أثناء الوقوف، مما يزيد الضغط على اللفافة الأخمصية.
- زيادة الوزن
يضع الوزن الزائد عبئًا إضافيًا على الكعب واللفافة الأخمصية، مما يزيد من خطر تكوّن الشوكة العظمية.
- طبيعة العمل
قد تزيد الوظائف التي تتطلب الوقوف أو المشي لفترات طويلة على أسطح صلبة، مثل العمل في المصانع أو التدريس، من احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية.
تجربتي مع الشوكة العظمية وأعراضها كما شعرت بها
لاحظت من خلال تجربتي مع الشوكة العظمية، ظهور أعراض مزعجة تتكرر يوميًا، ومنها:
- ألم حاد يشبه الطعنات في أسفل القدم عند منطقة الكعب.
- زيادة شدة الألم في أول خطواتي بعد الاستيقاظ صباحًا.
- تحسن نسبي في الألم مع الحركة، لكنه يعود بعد الوقوف لفترات طويلة.
- عودة الألم عند النهوض بعد الجلوس لفترة.
- أحيانًا إحساس بحرقة أو شد في باطن القدم.
- صعوبة في المشي أو الوقوف لفترات طويلة بسبب الألم المستمر.
هذه الأعراض كانت كافية لتجعلني أبحث عن السبب الحقيقي والحلول المناسبة.
كيف شخص الطبيب إصابتي بالشوكة العظمية؟
من خلال تجربتي مع الشوكة العظمية عندما قررت زيارة الطبيب بسبب ألم الكعب المستمر، بدأ بفحص قدمي بشكل دقيق.
فقد سألني عن الأعراض التي أعاني منها، وعن أوقات زيادة الألم خلال اليوم.
كذلك ضغط برفق على منطقة الكعب واللفافة الأخمصية ليتأكد من وجود التهاب وليقيّم شدة الألم.
طلب الطبيب أن أصف له بدقة تأثير الألم على أنشطتي اليومية ومكانه، والأوقات التي يكون فيها أكثر حدة، حتى يتمكن من التشخيص الصحيح.
الفحوصات المطلوبة لتشخيص الشوكة العظمية
عادةً لا يتطلب تشخيص الشوكة العظمية فحوصات معقدة، حيث يكفي الفحص السريري في معظم الحالات.
لكن قد يطلب الطبيب أحيانًا إجراء تصوير للقدم إذا اشتبه في وجود مشكلة أخرى تسبب الألم، وتشمل هذه الفحوصات:
- الأشعة السينية (X-ray): للكشف عن النتوء العظمي أو أي تغيرات في عظام القدم.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لرؤية الأنسجة اللينة وتقييم التهاب اللفافة الأخمصية.
- الرنين المغناطيسي (MRI): للحصول على صورة تفصيلية في الحالات المعقدة أو غير الواضحة.
طرق علاج الشوكة العظمية في الكعب
في معظم الحالات، يمكن علاج الشوكة العظمية في المنزل بطرق بسيطة مع بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية.
يهدف العلاج إلى تخفيف الألم ودعم القدم لتقليل فرص تكرار الإصابة في المستقبل، ومن أبرز طرق العلاج:
- الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الأسبرين، الإيبوبروفين، والنابروكسين، والتي تساعد على تقليل الألم والالتهاب، يُنصح بعدم استخدامها لأكثر من 10 أيام متتالية دون استشارة الطبيب.
- الراحة: التوقف عن ممارسة الأنشطة أو الرياضات التي سببت الإصابة لمدة أسبوع على الأقل.
- كمادات الثلج: وضع الثلج على القدم لمدة 10–15 دقيقة مرتين يوميًا، ويمكن لف زجاجة ماء مجمدة بمنشفة رقيقة وتمريرها أسفل القدم لتخفيف الالتهاب.
- ارتداء أحذية داعمة: اختيار أحذية قوية ومبطنة جيدًا، وتجنب الصنادل أو الأحذية المسطحة أو المشي حافي القدمين.
- الدعامات (Orthotics): استخدام فرشات أو دعامات للقدم لزيادة دعم القوس، سواء جاهزة من الصيدلية أو مصممة خصيصًا لشكل القدم.
- التثبيت (Immobilization): ارتداء حذاء طبي خاص أو “جبيرة مشي” لبضعة أسابيع لتخفيف الضغط عن الكعب.
- التدليك والتمارين: تعلم تمارين التمدد والتدليك للقدم وعضلات الساق بمساعدة طبيب أو أخصائي علاج طبيعي.
- حقن الكورتيكوستيرويد: لتقليل الالتهاب في الحالات الشديدة.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP): لتعزيز شفاء الأنسجة وإصلاحها.
- العلاج بالموجات الصادمة (EPAT): يستخدم موجات صوتية مركزة لتحفيز تدفق الدم وتسريع الشفاء.
- الوخز بالإبرة (Percutaneous needle tenotomy): تحفيز القدم بإبرة لزيادة تدفق الدم وتشجيع التئام الأنسجة.
الجراحة
نادراً ما يتطلب علاج مريض الشوكة العظمية إجراء عملية جراحية، ولكن قد يوصى بها كحل أخير في حال فشلت العلاجات الأخرى، وتشمل:
- إطالة عضلات الساق (Gastrocnemius recession) لتقليل الضغط على اللفافة الأخمصية.
- تحرير اللفافة الأخمصية (Plantar fascial release) بعمل شقوق صغيرة لتقليل الشد الزائد.
كم مدة التعافي من الشوكة العظمية؟
مع بدء العلاج، سواء في المنزل أو تحت إشراف الطبيب، ستبدأ أعراض الشوكة العظمية في التحسن تدريجيًا.
وجدت من خلال تجربتي مع الشوكة العظمية أن فترة التعافي الكاملة قد تستغرق بضعة أسابيع إلى عدة أشهر حتى تلتئم اللفافة الأخمصية تمامًا ويختفي الألم.
في تجربتي مع الشوكة العظمية، لاحظت تحسنًا ملحوظًا بعد الالتزام بالراحة، وارتداء الأحذية الداعمة، والقيام بالتمارين الموصى بها.
لكن من المهم الاستمرار في العناية بالقدم حتى بعد زوال الألم، لأن الأعراض قد تعود إذا أهملت طرق الوقاية.
وفي حال لاحظت أن الألم يزداد أو يتغير، فمن الأفضل مراجعة الطبيب مرة أخرى للتأكد من عدم وجود مشكلة أخرى.
مضاعفات الشوكة العظمية: احذر منها
قد يؤدي إهمال علاج الشوكة العظمية إلى ألم مزمن في الكعب يعيق القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
ومع الوقت، قد يضطر الشخص لتغيير طريقة مشيته لتجنب الألم، مما قد يسبب مشكلات إضافية في القدم أو الركبة أو الحوض أو حتى الظهر.
لذلك من خلال تجربتي مع الشوكة العظمية فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما أفضل وسيلة لتفادي هذه المضاعفات.
طرق الوقاية من الشوكة العظمية
وجدت من خلال تجربتي مع الشوكة العظمية أن أفضل طريقة للوقاية من الشوكة العظمية هي تجنب الإرهاق الزائد للقدمين، والحفاظ على صحتها قدر الإمكان.
تتضمن أبرز النصائح التي ساعدتني على الوقاية من عودة الألم ما يلي:
- القيام بتمارين التمدد قبل وبعد ممارسة أي نشاط رياضي.
- منح القدمين قسطًا كافيًا للراحة بعد مجهود أو نشاط مكثف.
- ارتداء أحذية داعمة ومبطنة جيدًا، وتجنب المشي حافي القدمين على الأسطح الصلبة.
- استبدال الحذاء الرياضي كل 6–9 أشهر، أو بعد قطع مسافة تتراوح بين 400 و800 كيلومتر من المشي أو الجري.
- في حال وجود مشكلة صحية تزيد من احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية -ولا يمكن الوقاية منها تمامًا- فإن الالتزام بهذه النصائح يقلل فرص تكرارها.
كانت تجربتي مع الشوكة العظمية في الكعب مليئة بالتحديات، لكنني تعلمت أن التشخيص المبكر والالتزام بخطة علاج مناسبة هما المفتاح للتعافي السريع.
لقد أحدث تغيير نمط الحياة، مثل اختيار الأحذية المناسبة، وممارسة تمارين التمدد بانتظام، وتجنب الوقوف لفترات طويلة، فرقًا كبيرًا في تقليل الألم ومنع عودة المشكلة.
إذا كنت تعاني من ألم في الكعب يشبه الأعراض المذكورة، فلا تتجاهله، وابدأ بتطبيق خطوات بسيطة في المنزل، ولا تتردد في زيارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
إن الاهتمام بصحة قدميك اليوم هو استثمار لراحتك وحركتك في المستقبل.
احجز استشارتك الآن مع أفضل طبيب عظام في مصر من خلال كلينيدو وابدأ رحلة التعافي من ألم الكعب بخطوات مدروسة وآمنة.

