أسباب المغص عند الأطفال وأعراضه
يعاني كثير من الأطفال من المغص سواء فترات طويلة أو مدة قصيرة، وتختلف أسباب المغص عند الأطفال سواء كانت آلام حادة أم مزمنة.
يوضح لنا استاذ دكتور/ رامز بادير -استشارى طب الاطفال وحديثي الولادة بمستشفيات باريس- بالتفصيل الفرق بين آلام البطن الحادة والمزمنة، وأسباب المغص عند الأطفال باختلاف أنواعه.
ما هو مغص (ألم) البطن؟
آلام البطن هي إحدى الأعراض الأكثر صعوبة في طب الأطفال لأن أسبابها كثيرة جدًا، وتختلف من طفل لآخر.
ويجب التفريق في الحالات بين الآلام الحادة الأكثر انتشارًا وتحتاج إلى التشخيص والعلاج الفوري، وبين المزمنة سواء كانت مستديمة أو دورية أو نتيجة سبب متكرر الحدوث.
أسباب المغص عند الأطفال الحاد (الآلام الحادة)
تصاحب الآلام الحادة عادةً علامات أخرى توضحها وتبين ما إذا كانت تحتاج الى التدخل الجراحي أو العلاج الباطني.
هناك حالات متعددة يكون سببها جراحيًا وتحتاج للتدخل الجراحي مثل إصابة الطفل بالأنيميا مع هبوط في الدورة الدموية نتيجة تمزق في أحد أحشاء البطن بعد حادث مثلاً.
وكذلك عند حدوث نزيف في الشرج أو ميلينا ناجمة عن مضاعفات مرض جيب ميكيل.
هناك أيضًا الانسداد الذي يعاني منه الطفل بسبب التهاب الزائدة الدودية أو التهاب الغشاء البريتوني بالجانب الأيمن مع نزول دم من المستقيم.
كما أن الطفل قد نجا من التصاقات بسبب التواء الحويصلة المبيضية في الأنثى أو التواء الخصية في الذكر، أو قد يعاني الطفل من إختناق بسبب فتق، أو التهاب البنكرياس بعد التهاب الغدة النكافية، وهذا الأخير نادر في الأطفال.
طرق تشخيص المغص الحاد عند الأطفال
وقد تتشابه الأمراض، ولكن مع حذق الطبيب ومهارته يتعرف عليها ويحددها بسهولة، بالإضافة إلى أنه يمكن تشخيص مغص البطن عند الأطفال عن طريق الاستعانة ببعض التحاليل والأشعات اللازمة.
يشمل التشخيص عمل صورة دم كاملة وإجراء أشعة على البطن أو إجراء جراحة استكشافية، بعد أن يستبعد الطبيب الحالات الجراحية السابقة يجب أن يتعرف على الأسباب الناجمة عن الأمراض الباطنية.
فمثلًا ارتفاع درجة الحرارة وأشهر الأسباب هو التهاب اللوزتين، عدا ذلك يمكن أن يكون السبب الانسكابي البلوري وخصوصًا في حالات الالتهاب الرئوي.
أمراض تسبب المغص مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة
يصاحب النزلات المعوية غالبًا ارتفاع في درجة الحرارة واسهال نتيجة تناول وجبة ملوثة فتحدث الإصابة بميكروب ستافيلوكوكس أو السالمونيلا.
من أسباب الحرارة المرتفعة أيضًا عدوى الجهاز البولي المتكررة والمصحوبة بحرقان في البول، مما يستدعي عمل أشعة تلفزيونية مع تصوير الجهاز البولي.
كما قد تصاحب الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وأمراض الكلى مع ظهور نقط دموية صغيرة على الرجلين.
كما ترتفع الحرارة أيضًا فى حالات التهاب الغدد الليمفاوية والتهاب الزائدة الكاذب، كذلك أيضاً وهو أحد أنواع الحمى الروماتيزمية.
وارتفاع الحرارة أيضاً مع وجود صفراء خفيفة وضعف الحيوية مع آلام بالمفاصل والبول الغامق، فهذه كلها أعراض الالتهاب الكبدى.
أما مغص مع عدم ارتفاع درجة الحرارة قد يكون المغص أمراض الكلى أو وجود حصوة بالمسالك البولية أو ملازمة لأمراض الكلى التي تسبب أوديما وقلة البول.
كما أن شحوب ملتحمة العين والجلد وضعف الحيوية وتضخم الطحال يجعلنا نفكر في انحلال الدم، مما يتطلب عمل صورة دم كاملة، ومعرفة نسبة البيلروبين وغيرهما وعدم اعطاء دم إلا بعد التشخيص الدقيق.
وعلى الرغم من أن قرحة المعدة والاثنى عشر نادرة في الأطفال إلا أن آلامها قد تكون عادةً – على غير المعتاد – وقد تبدأ بنزيف أو ثقب في بعض الأحيان، وكثيرًا ما نجد أن أحد الأبوين مصاب بالقرحة.
وأخيرا عجز الغدة الكظرية عن العمل بالصورة المطلوبة، مما يتطلب التأكد من ذلك بقياس نسبة الصوديوم والبوتاسيوم فى الدم والبول على وجه السرعة.
هل مرض السكر عند الأطفال يسبب مغص؟
نعم، من مجموعة الأمراض التي تسبب مغص أيضاً مرض السكر، حيث يبدأ بآلام في البطن مع العطش وشرب المياه بكثرة والتبول بكثرة مع وجود سكر في البول وفرط الأجسام الكيتونية في الجسم.
وقد يعكس ذلك عدم التوازن العلاجي عند الطفل الذي يعالج بالأنسولين.
أسباب المغص عند الأطفال المزمن (الآلام المزمنة)
تفتقد الآلام المزمنة الكثير من العلامات التي توضحها ولكن الفحص الطبى الدقيق – يستطيع ان يكتشفها، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للطفل كى يتم تحديد صفات الآلام ما إذا كانت مستديمة أو دورية أو ناجمة عن سبب ما.
نبحث في هذه الحالة عن العلامات المصاحبة للمغص كنقص الوزن أو فقدان الشهية أو القيء أو الإسهال أو الإمساك أو غير ذلك من أعراض بالجهاز البولى.
يتلو ذلك اكتشاف صفة جنسية أو عائلية (حمى البحر الأبيض المتوسط) أو التعرف على الأدوية المستخدمة كالمضادات الحيوية والكورتيزونات والسالسيلات.
وقد يكون سبب الانتفاخ الإمساك أو الإسهال، ولذا يجب عمل أشعة على البطن وحقنة شرجية بالباريوم للبحث عن سبب موضعي کتضخم أو التهاب القولون.
وفي حالة اكتشاف ورم فى البطن فإنه يجب تحليله ومعرفة صفاته وموضعه وحجمه.
قد يكون فحص البطن سليمًا، ومع ذلك قد توجد أمراض في الجهاز الهضمي كالطفيليات الاسكارس (الجياردي)، وتكتشف فقط بتحليل البراز أو الدم.
هناك أيضًا الأمراض العصبية كالصرع والصداع وارتفاع ضغط الدم، وكذلك بعض الأمراض النفسية كالاضطرابات في الحواس أو فى الحركة أو في النطق.
في نهاية المقال بعد عرض أسباب المغص عند الأطفال بالتفصيل، لا تتردد في استشارة الطبيب المختص لمزيد من الإطمئنان على صحة أطفالكم.
للحصول على استشارة احجز مع أشطر دكتور أطفال وحديثي الولادة من خلال كلينيدو