يحتوي جسم الأنسان علي الكثير من الغدد، واحدة من أهم هذه الغدد هي الغدة الصنوبرية ، في المقال سنعرف دور الغدة الصنوبرية المهم في توازن الهرمونات في الجسم . وما هي الأمراض التي تصيب الغدة الصنوبرية؟
ما هي الغدة الصنوبرية؟ وأين موقعها في جسم الانسان؟
الغدة الصنوبرية تسمى أيضًا الجسم الصنوبري أو المشاش المخي، هي غدة صغيرة في قاع الدماغ تقع أسفل الجزء الخلفي من الجسم الثفني، حيث إنها جزء من نظام الغدد الصماء في الجسم.
تتشكل الغدة الصنوبرية على شكل كوز صنوبر صغير، لذلك سميت “الغدة الصنوبرية”.
الغدة الصنوبرية هي الغدة الأقل فهمًا في نظام الغدد الصماء، وكانت الجزء الأخير من نظام الغدد الصماء الذي تم اكتشافه.
ما دور الغدة الصنوبرية في جسم الانسان؟
تعد الغدة الصنوبرية هي مفتاح الساعة الداخلية للجسم ، حيث تنظم الساعة البيولوجية لجسم الإنسان وتتحكم في دورة النوم واليقظة عن طريق إفراز هرمون الميلاتونين.
تتلقى الغدة الصنوبرية معلومات حول دورة الضوء و الظلام (ليلًا و نهارًا) من شبكة العين،
وتنتج وتفرز الميلاتونين بمستويات مرتفعة في الليل و مستويات منخفضة في النهار.
ما هو هرمون الميلاتونين و دوره في جسم الانسان؟
1- تنظيم النوم والاستيقاظ: يعتبر الميلاتونين جزءًا من نظام التوقيت البيولوجي في الجسم،
ويساعد في تنظيم الدورة اليومية للنوم والاستيقاظ، حيث يفرز الميلاتونين حين يكون الإنسان في ظروف منخفضة الإضاءة، ويساعد في تحفيز الجسم بأنه وقت الاستعداد للنوم.
2- تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية: يعمل الميلاتونين على ضبط الساعة البيولوجية الداخلية للجسم،
وهي الآلية التي تتحكم في العمليات البيولوجية اليومية مثل درجة حرارة الجسم وضغط الدم والهضم. يساعد الميلاتونين في تنظيم هذه العمليات وضمان تناغمها مع الساعة الخارجية.
3- دور مضاد للأكسدة:
يتمتع الميلاتونين بخصائص مضادة للأكسدة، مما يعني أنه يحمي الخلايا والأنسجة من التأثيرات الضارة للجذور الحرة والتأكسد، كما يساهم الميلاتونين في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي والوقاية من أمراض مثل السرطان وأمراض القلب.
4- تأثير على الجهاز المناعي: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الميلاتونين يمكن أن يؤثر على نشاط الجهاز المناعي
وتعزيز استجابته، حيث يعتقد أنه يساعد في تنظيم التوازن المناعي وتعزيز الدفاعات الطبيعية للجسم ضد الأمراض.
5- تأثير على العمليات الهضمية: يشير البعض إلى أن الميلاتونين ممكن يلعب دورًا في تنظيم العمليات الهضمية و إفراز الأحماض المعديّة وحركة الأمعاء.
يتفاعل الميلاتونين أيضًا مع الهرمونات الأنثوية بيولوجيًا. أظهرت الأبحاث أنه يساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
يمكن أن يحمي الميلاتونين أيضًا من التنكس العصبي، وهو الفقدان التدريجي لوظيفة الخلايا العصبية.، حيث يحدث التنكس العصبي في حالات مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
ما الأمراض التي تصيب الغدة الصنوبرية؟
يوجد عدد قليل من الأمراض التي تصيب الغدة الصنوبرية، نذكر منها:
- ورم الغدة الصنوبرية:
من أنواع الأورام النادرة غالبا تصيب الأطفال والبالغين أقل من 40 سنة،
ولا تعد الأورام الصنوبرية سرطانًا دائمًا، ولكنها تسبب مشاكل أثناء نموها لأنها تضغط على أجزاء أخرى من الدماغ.
كما أنها تمنع التدفق الطبيعي للسائل النخاعي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ ويحميه. يؤدي هذا الانسداد إلى رفع الضغط داخل جمجمتك، وهو أمر خطير ويتطلب العلاج.
من أهم أعراضه: صداع و غثيان و اضطرابات في الرؤية وتغيرات في السلوك و قئ و صعوبة في المشي.
- تكلس الغدة الصنوبرية :
يحدث التكلس نتيجة تراكم الكالسيوم في الأنسجة مما يؤدي إلى تصلب الأنسجة .
عادة يحدث التكلس مع التقدم في العمر و لا ييسبب ذلك أي أعراض ولكن التكلس المفرط قد يعيق الغدة عن أداء عملها و من أهم أعراضه الصداع و الاضطرابات في النوم.
- إصابة الغدة الصنوبرية : اصابة الرأس البالغة مثل طلق ناري أو ارتجاج للرأس في حادث قد تؤدي إلى اصابة الغدة الصنوبرية.
هل يمكن العيش بدون الغدة الصنوبرية؟
على الرغم من أن الغدة الصنوبرية لها وظائف مهمة في الجسم، إلا أنها ليست ضرورية للبقاء على قيد الحياة. الإنسان يمكنه العيش بدونها والتعويض عن وظائفها الرئيسية عن طريق أنظمة أخرى في الجسم.
مع ذلك، قد يؤثر إزالة الغدة الصنوبرية على بعض الوظائف البيولوجية للجسم المرتبطة بالساعة البيولوجية والنوم.
كذلك قد يحتاج الأشخاص الذين يخضعون لإزالة الغدة الصنوبرية إلى متابعة طبية ومراقبة للتأكد من أن الساعة البيولوجية الداخلية لديهم ما زالت تعمل بشكل صحيح، وأن وظائف النوم والاستيقاظ لم تتأثر بشكل كبير.