ما هي أعراض فيروس ماربورغ الجديد؟

أثار قلق إعلان وزارة الصحة الأثيوبية ظهور بعض حالات فيروس ماربورغ الجديد، ووفاة بعض المصابين بالمرض، فهل نكون بصدد جائحة عالمية جديدة؟

تابع عزيزي القاريء قراءة المقال لمعرفة كافة المعلومات عن المرض وأعراضه وكيفية انتقاله، وهل يمكن انتقال المرض بسهولة إلى مصر؟

يعد مرض فيروس ماربورغ مرضًا شديد الضراوة يسبب حدوث الحمى النزفية، وهو من نفس فصيلة الفيروس المسبب لمرض الإيبولا.

نجد أن نسبة الوفيات من 24- 88% بذلك نجيب عن السؤال المثير للقلق” ماهو معدل الوفيات بفيروس ماربورغ؟

وقد تفشى المرض لأول مرة في وقت واحد في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا، وفي بلغراد بصربيا في عام 1967، لدى عمال المختبرات العلمية وانتقل إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية.

سجلت وقتها السلطات 31 حالة شديدة توفي منهم 7 مصابين، وترجع العدوى وقتها إلى أنشطة مختبرية تستعمل نسانيس أفريقية خضراء (Cercopithecus aethiops) استوردت من أوغندا. 

وقد انتشر الفيروس لاحقًأ في في أوغندا، وأنغولا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ثم أصبح الفيروس وباءً كبيرًا في أنجولا عام 2004 حيث انتشر نتيجة استخدام معدات نقل الدم الملوثة، وأصيب ما يقارب من 400 طفل.

وقد أُبلغ عن 15 فاشية (انتشار) وحالات متفرقة حتى عام 2022، منها 11 حالة أُبلغ عنها في إفريقيا، وشهد هذا العام إضافة بلدين: غينيا الاستوائية وتنزانيا.

وقد أعلنت وزارة الصحة الأثيوبية تفشي المرض لأول مرة في البلاد بعد رصد إصابة حوالي 6 أشخاص في نوفمبر 2025 توفي منهم 3 أشخاص.

انتشر اعتقاد بأن المصدر الأساسي للعدوى القرود الأفريقية الخضراء حين نقلت من أوغندا إلى ألمانيا وصربيا، ولكن مع الوقت اكتشف العلماء أن خفافيش الفاكهة هي المصدر الرئيسي للعدوى.

إذ تحمل هذه الخفافيش الفيروس ولا يظهر عليها أي أعراض للمرض، ولكن تعد العائل الأساسي للفيروس.

لذلك يمكن أن ينتقل الفيروس من الخفافيش مباشرةً إلى الإنسان، أو عن طريق عائل وسيط مثل القرود، ومنها إلى الإنسان أيضًا.

تنتقل العدوى للبشر بمرض فيروس ماربورغ في البداية عند التعرض لفترات طويلة للمناجم أو الكهوف التي تسكنها مستعمرات خفافيش روسيتوس.

إذا يوجد الفيروس في لعاب وبول وبراز الخفافيش المصابة، لينتقل منها إلى الإنسان ويصيبه بالمرض.

 وبمجرد إصابة الشخص بالفيروس، يمكن أن ينتشر الفيروس وتنتقل العدوى من شخص إلى آخر بالمخالطة المباشرة والاختلاط اللصيق أثناء خدمة المريض عن طريق:

  • الدم أو الإفرازات أو الأعضاء أو سوائل الجسم للأشخاص المصابين من خلال الجلد المجروح أو الأغشية المخاطية للعين والفم والأنف.
  •  ملامسة الأسطح والمواد مثل المفروشات والأدوات والإبر والملابس الملوثة بهذه السوائل.
  • ممارسة الجنس، حيث يبقى الفيروس في السائل المنوي لمدة 7 أيام بعد الشفاء.

تبدأ أعراض فيروس ماربورغ بشكل مفاجيء كالآتي:

  • صداع شديد
  • حمى شديدة
  • وجع في العضلات
  • أوجاع وتوعك (إرهاق) شديد، وتعد من الأعراض الشائعة

بعد مرور 3 أيام من الأعراض الأولية تتفاقم مجموعة من أعراض الجهاز الهضمي كالآتي:

  • الإسهال المائي الشديد، وقد يستمر لمدة أسبوع.
  • آلام البطن والمغص
  • الغثيان والقيء (في اليوم الثالث)

مع حدوث خمول شديد للمريض وشحوب الوجه وعيون غائرة وملامح غير معبرة حيث يشبه المرضى (بوجوه الأشباح).

كذلك ظهور طفح جلدي على شكل بقع مسطحة أو ذات نتوءات، وحمراء بدون حكة في الظهر والبطن بين يومين و7 أيام بعد ظهور الأعراض.

بالإضافة إلى ظهور أعراض نزفية شديدة من مناطق مختلفة من الجسم خلال 7 أيام تشمل:

  • دم طازج في القيء أو البراز.
  • نزيف حاد من الأنف واللثة والمهبل.
  • كذلك نزيف من الوريد عند إعطاء المحاليل أو أخذ عينات الدم من الوريد.

ويعانى المرضى من ارتفاع الحمى خلال المرحلة الشديدة من المرض، وقد تؤدي إصابة الجهاز العصبي المركزي إلى حدوث حالات من التهيج والعدوانية.

كذلك سجلت بعض الحالات في بعض الأحيان التهاب الخصية في المرحلة الأخيرة من المرض (15خلال يومًا)، وفشل أجهزة الجسم وأعضاؤه مثل الكبد.

وفي الحالات التي تسبب الوفاة، عادةً ما تحدث الوفاة بين 8 -9 أيام من بداية المرض، ويسبقها عادةً فقدان شديد للدم وانخفاض الصفائح الدموية وحدوث صدمة.

تظهر أعراض فيروس ماربورغ على المصابين خلال 2- 21 يوم من العدوى بالفيروس، ولا يمكن إخفاء الأعراض أو التعتيم عليها لأنها واضحة وشديدة جدًا.

قد يصعب التمييز سريريًا بين الإصابة بفيروس ماربورغ الجديد وبعض أنواع الأمراض المعدية الأخرى المسببة للنزيف مثل الملاريا وحمى التيفود وداء الشيغيلات والتهاب السحايا وأنواع الحمى النزفية الفيروسية الأخرى.

ويتأكد الطبيب من الإصابة بالمرض من خلال طرق التشخيص الآتية:

  • الكشف عن الأجسام المضادة للفيروس بتحليل المقايسة الامتصاصية المناعية المُرتبِط بالإِنزيم (ELISA) ويعرف بتحليل الإليْزا.
  • اختبارات الكشف عن المستضدات.
  • تحليل الكشف عن المادة الوراثية للفيروس باستخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل للتنسخ العكسي (RT-PCR).
  • اختبارات تحييد المصل.
  • عزل الفيروس عن طريق الزراعة الخلوية.
  • كشف الفيروس بالمجهر الالكتروني.

ينبغي الحرص الشديد أثناء جمع العينات من المرضى لأنها تشكل خطرًأ بيولوجيًا شديدًا ومصدرًا للعدوى.

من المؤسف أنه لا يوجد علاج لفيروس ماربورغ الجديد حتى الآن، ويقتصر العلاج على معالجة وتخفيف الأعراض مثل الجفاف والحمى، وذلك بتعويض السوائل المفقودة عن طريق الفم والوريد.

كذلك يشمل الحفاظ على المعدل الطبيعي لضغط الدم ونسبة الأكسجين ومنع حدوث العدوى البكتيرية الثانوية، من أجل الحفاظ على حياة المريض قدر المستطاع.

مثل الكثير من الأمراض الفيروسية المعدية مثل جدري القرود فإنه من المهم علاج الأعراض وتخفيفها ومنع حدوث المضاعفات الخطيرة.

لا توجد أي لقاحات أو علاجات إلى الآن مضادة للفيروس، ولكن تقود منظمة الصحة العالمية جهود عديدة لتطوير العلاج واللقاحات المقترحة.

لمكافحة الفيروس والوقاية منه ينبغي اتباع عدة إجراءات وقائية لحماية أنفسنا تشمل الآتي:

  • ارتداء القفازات والكمامات أثناء العمل أو زيارة الكهوف والمناجم التي تسكنها مستعمرات خفافيش الفاكهة.
  • طهو المنتجات الحيوانية جيدًا قبل استهلاكها والتأكد من مصادرها.
  • تجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم من الأشخاص المرضى والمخالطة المباشرة معهم.
  • الحد من خطر انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، وعدم لمس السائل المنوي للشخص المتعافي حتى التأكد من اختفاء الفيروس من السائل المنوي.
  • لا تتعامل مع الأدوات والملابس الملوثة الملامسة لسوائل جسم الشخص المصاب.
  • عزل الأصحاء عن المرضى، ومراقبة المخالطين لهم لمدة لا تقل عن 21 يومًا.
  • الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون وتعقيمها.
  • توعية السكان بطبيعة المرض وكيفية الوقاية منه.
  • الدفن الآمن للمتوفين.

نطمنئنكم إلى خلو مصر من فيروس ماربورغ، حيث من الصعب انتشاره عن طريق الهواء أو عن طريق مياه النيل لصعوبة استمراره حيًا في المياه الجارية.

كذلك انتشاره في بلدان من النادر سفر المصريين إليها، ولا يمكن التعتيم على انتشاره أو إخفاء أعراضه حيث أن أعراضه سيئة جدًأ وسريعة الظهور.

أيضًا انتقاله وانتشاره بين الأشخاص ليس من السهل مثل فيروس الانفلونزا سريع الانتشار.

ختامًا لا داعي للقلق من فيروس ماربورغ الجديد مع الحرص دائمًا على اتباع تدابير النظافة والاحتياطات اللازمة للوقاية من عدوى الفيروسات عمومًا.

للحصول على استشارة من خلال طبيب مختص احجز مع أفضل دكتور باطنة في مصر من خلال كلينيدو.

المعلومات في هذا المقال طبقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية WHO ومركز مكافحة الأمراض المعدية والوقاية منها الأمريكية CDC.

فضل دكتور باطنة في مصر من خلال كلينيدو

شارك المقال