علاج أورام البروستاتا بالمنظار: دقة أعلى وتعافي أسرع

علاج أورام البروستاتا بالمنظار: دقة أعلى وتعافي أسرع

مع التقدم في العمر، تزداد فرص الإصابة بمشاكل البروستاتا، وأهمها الأورام التي قد تؤثر على صحة الرجل وجودة حياته بشكل كبير إذا لم تُكتشف مبكرًا.

والخبر الجيد أن الطب يتطور يومًا بعد يوم، فأصبحت هناك وسائل تشخيص أدق، وخيارات علاج أحدث، منها علاج أورام البروستاتا بالمنظار التي غيّرت مفهوم العلاج وسرّعت من رحلة التعافي.

وفي هذا الموضوع سنتعرف عن هذا المرض بكل أبعاده وأحدث وسائل علاجه، وإلى أي مدى أصبح استئصال أورام البروستاتا بالمنظار فعالًا وأكثر أمانًا.

هو واحد من أكثر أنواع الأورام انتشارًا بين الرجال، ويحدث عندما تبدأ بعض الخلايا في غدة البروستاتا بالنمو بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة.

تعد البروستاتا غدة صغيرة تتواجد أسفل المثانة مباشرةً، ودورها الأساسي إنتاج جزء من السائل المنوي الذي يساعد في نقل الحيوانات المنوية، لذا هي جزء مهم من الجهاز التناسلي للرجل.

يذكر أن هذا النوع من السرطان يكتشف في مرحلة مبكرة، وعادةً ما يكون نموّه بطيئًا، مما يزيد من فرص العلاج والشفاء الكامل، خاصةً مع الالتزام بالفحوصات الدورية والمتابعة المنتظمة مع الطبيب.

في كثير من الأحيان قد لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة من أورام البروستاتا، لكن مع تقدم الحالة قد يلاحظ المريض بعض العلامات التي تستدعي الانتباه وعدم تجاهلها.

معرفة هذه الأعراض تساعد في الاكتشاف المبكر وسرعة بدء العلاج المناسب.

فيما يلي أبرز أعراض أورام البروستاتا بالتفصيل التي تستدعي استشارة الطبيب عند ظهورها:

  • وجود دم في السائل المنوي.
  • الحاجة المتكررة للتبول، خاصةً أثناء الليل.
  • الشعور بالحاجة الملحة للذهاب إلى الحمام بسرعة.
  • صعوبة بدء التبول أو التردد في تدفّق البول.
  • الاضطرار للشد أو بذل مجهود أثناء التبول.
  • ضعف تدفّق البول أو بطء خروجه.
  • الإحساس بأن المثانة لا تُفرغ بالكامل.

أيضًا من المهم معرفة أن الأعراض الآتية غالبًا ما تظهر مع تقدُّم الحالة، لذلك لا بد من المتابعة والفحص الدوري:

  • تسرب البول بشكل مفاجئ أو عدم القدرة على التحكم فيه.
  • ألم في الظهر، وقد يمتد إلى أماكن أخرى.
  • الشعور بآلام في العظام.
  • صعوبة في الانتصاب (ضعف جنسي).
  • الإحساس الدائم بالإرهاق أو نقص الطاقة.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ بدون سبب واضح.
  • ضعف أو ثقل في الذراعين أو الساقين.

تشخيص أورام البروستاتا يعتمد على أكثر من خطوة، حيث يبدأ الطبيب بالفحوصات الدورية والفحص السريري.

ينبغي أن يبدأ معظم الرجال الفحص من سن 55  إلى 70 عامًا أو قبل ذلك إذا كانت هناك عوامل خطر.

إذا أظهرت النتائج ورم غير طبيعي، قد يطلب الطبيب المزيد من الفحوصات مثل الأشعة أو الخزعة، وقد يقرر الطبيب تأجيل الإجراءات أحيانًا إذا كان الورم بطيء النمو وغير مقلق.

التشخيص الدقيق خطوة مهمة جدًا لأنها تساعد على اختيار أفضل خطة علاج لكل حالة حسب درجة الخطورة.

ومن أهم وسائل التشخيص:

  • الفحص الشرجي الرقمي، حيث يفحص الطبيب غدة البروستاتا للكشف عن أي تكتلات أو أورام صلبة.
  • اختبار الدم (PSA) الذي يقيس نسبة بروتين تنتجه البروستاتا، وارتفاعه قد يشير لوجود ورم أو تضخم حميد أو التهابات.
  • فحوصات تصويرية مثل الرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم، لتوضيح شكل وحجم البروستاتا وتحديد المناطق المشتبه بها.
  • تؤخذ خزعة بالإبرة لفحص عينة من النسيج تحت المجهر، وهي الطريقة الوحيدة لتأكيد وجود السرطان.
  • أحيانًا تجرى تحاليل جينية على عينة الخزعة لمعرفة مدى شراسة الورم، هذه الخطوة تساعد الطبيب في تحديد خطة العلاج المناسبة لكل حالة بدقة أكبر.

يزيد الكشف المبكر والمتابعة المنتظمة من فرص الشفاء، كذلك يحميان المريض من المضاعفات الخطيرة.

يختار الطبيب طريقة العلاج حسب مرحلة الورم ومدى انتشاره وصحة المريض، وقد تستخدم أكثر من طريقة معًا لتحقيق أفضل نتيجة، فيما يلي أشهر وأكثر طرق العلاج فاعليةً:

  • الجراحة: إزالة غدة البروستاتا بالكامل (قد تكون جراحة مفتوحة أو جراحة بالمنظار/ الروبوت).
  • العلاج الإشعاعي: يشمل الإشعاع الموضعي أو الخارجي لتدمير الخلايا السرطانية.
  • العلاج الهرموني: تقليل هرمون التستوستيرون لإبطاء نمو الورم.
  • العلاج الكيميائي أو المناعي: يستخدم للحالات المتقدمة أو المنتشرة.
  • العلاج البؤري: مثل التجميد أو الموجات فوق الصوتية للأورام الصغيرة محدودة الخطورة.

مع تطور أساليب الجراحة، أصبح علاج أورام البروستاتا بالمنظار خيارًا مميزًا وحديثًا لعلاج أورام البروستاتا، لما لها من فوائد كثيرة.

يعد علاج أورام البروستاتا بالمنظار من أحدث الخيارات الجراحية التي يفضلها الكثير من الأطباء والمرضى اليوم، لأنه يعتمد على استخدام كاميرا وأدوات دقيقة تدخل عبر شقوق صغيرة جدًا في البطن بدلاً من الفتح الجراحي الكبير.

هذه التقنية تسمى أيضًا «الجراحة طفيفة التوغل»، وتساعد في تقليل الألم والندبات الجراحية، وتُسرّع من التعافي وتقلل فرص حدوث العدوى.

يعد علاج أورام البروستاتا بالمنظار من الأساليب الحديثة والآمنة التي توفر للمريض العديد من المميزات مقارنةً بالجراحة التقليدية.

ويتميز هذا الإجراء بكونه أقل تدخلاً وأكثر راحة، مما يساعد على سرعة التعافي وتقليل المضاعفات،

مما يميزها عن وسائل العلاج الأخرى:

  • الإقامة في المستشفى أقصر (يوم أو يومين فقط)، ونحو 50% من المرضى يعودون للمنزل في اليوم التالي للجراحة.
  • النزيف أثناء العملية أقل بكثير مقارنةً بالجراحة التقليدية.
  • تقل الحاجة للمسكنات القوية بعد العملية؛ وغالبًا يكتفي المريض بمسكنات بسيطة مثل الباراسيتامول.
  • يمكن إزالة القسطرة البولية بعد أسبوع تقريبًا إذا لم توجد مشاكل، وقد تبقى أسبوعًا إضافيًا حسب الحالة.
  • حوالي 90% من المرضى يمكنهم العودة للعمل أو ممارسة نشاطاتهم الطبيعية خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط.

قد يكون علاج أورام البروستاتا بالمنظار مناسبًا إذا كان الورم محصورًا داخل غدة البروستاتا، ولم يكن من النوع الشديد العدوانية.

أما إذا كان المريض قد خضع من قبل لجراحات مفتوحة أو جراحات بالمنظار في منطقة الحوض (حتى لو كانت لسبب آخر)، فقد لا يكون هذا الخيار مناسبًا له.

من خلال عدة خطوات كالآتي:

  • أولًا، يدخل الجراح إبرة صغيرة أسفل السرَّة مباشرةً إلى تجويف البطن.
  • توصل بأنبوب دقيق لضخ غاز ثاني أكسيد الكربون داخل البطن.
  • يساعد الغاز على رفع جدار البطن لتوفير مساحة رؤية أوسع وأوضح للجراح.
  • بعد ذلك، يجرى شق صغير بجوار السرَّة لإدخال المنظار.
  • يثبت المنظار بكاميرا تنقل الصورة إلى شاشات خاصة قرب طاولة العمليات.
  • يتمكّن الجراح من رؤية التفاصيل بدقة عبر هذه الشاشات والتحكم في الأدوات الجراحية بأمان.

قبل بدء الجراحة بالمنظار، يفحص الجراح تجويف البطن للتأكد من ملاءمة الحالة لهذا النوع من العمليات.

إذا وجدت التصاقات أو عدوى أو مشكلات أخرى، قد يقرر عدم استكمال العملية بالمنظار.

وإذا كانت الحالة مناسبة، يجري الطبيب عدة شقوق صغيرة للوصول لمكان الجراحة، وقد يوسّع أحدها إذا احتاج لإزالة الغدد الليمفاوية من منطقة الحوض.

 أظهرت الأبحاث الحديثة مضاعفات عملية البروستاتا بالمنظار كالآتي:

  • لا يوجد فرق كبير بين الجراحة بالمنظار والجراحة المفتوحة التقليدية من حيث الأعراض الجانبية مثل سلس البول وضعف الانتصاب.
  • التحكم في البول يعود تدريجيًا لدى معظم الرجال خلال ثلاثة أشهر تقريبًا بعد العملية، بغض النظر عن نوع الجراحة.
  • الجراحة بالمنظار تجرى بدقة عالية وتساعد على الحفاظ على الأعصاب المحيطة بالبروستاتا، مما يجعل فرص استعادة القدرة الجنسية والانتصاب قريبة من نتائج الجراحة المفتوحة.
  • الدراسات الحديثة تؤكد أن نتائج الجراحة الجذرية لاستئصال البروستاتا سواء كانت بالمنظار أو بالجراحة المفتوحة تعتبر متقاربة من حيث الفعالية والمضاعفات.

وختامًا يعد علاج أورام البروستاتا بالمنظار من الخيارات الحديثة التي ساعدت الكثير من المرضى على تجاوز مرحلة العلاج بأقل ألم ووقت تعافٍ أسرع مقارنةً بالجراحات التقليدية. 

ورغم أن كل حالة تختلف عن الأخرى، فالتشخيص المبكر ومناقشة الخيارات مع الطبيب المتخصص يظلان الخطوة الأهم للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة وضمان حياة صحية وآمنة بعد العلاج.

للحصول على استشارة من خلال طبيب مختص احجز مع أفضل دكتور مسالك بولية في مصر من خلال كلينيدو.

أفضل دكتور مسالك بولية في مصر من خلال كلينيدو

شارك المقال