علاج المياه الزرقاء في العين| دوائي أم جراحي؟
تعد المياه الزرقاء في العين أحد أمراض العين الشائعة بين كبار السن، فهل يمكن علاج المياه الزرقاء في العين دوائيًا أم جراحيًا؟
سنعرف بالتفصيل من خلال هذا المقال أعراض المياه الزرقاء في العين وأسبابها، وأحدث طرق علاجها.
ما هي المياه الزرقاء في العين (الجلوكوما)؟
المياه الزرقاء في العين تعني ارتفاع ضغط العين، نتيجة عدم قدرتها على تصريف السوائل بداخلها من زاوية التصريف -مكان التقاء القزحية والقرنية- مما يؤدي إلى تراكم السوائل بداخل العين.
ينتج عن الإصابة بالمياه الزرقاء في العين تلف للعصب البصري، وهو العصب المسئول عن الرؤية ونقل الصور المرئية من العين إلى المخ.
إذ يوجد خلايا في العين مسئولة عن إفراز سائل داخلي من أجل تغذية أنسجة العين، وفي الحالات الطبيعية يصرف هذا السائل من خلال زاوية العين، وإذا اختل التوازن بين العمليتين -إنتاج السائل وتصريفه من العين- يرتفع ضغط العين الداخلي.
يؤدي ذلك بدوره إلى الضغط على العصب البصري وبالتالي نقص تدفق الدم له، مما يؤدي – على مدار شهور- إلى تآكل في خلايا العصب البصري وتلف جزئي أو كلي به.
وقد تصيب الجلوكوما جميع الأعمار، ولكن تشيع الإصابة بها في الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ 60 عامًا.
ما هي أنواع المياه الزرقاء في العين؟
تصنف أنواع المياه الزرقاء في العين طبقًا للتصنيف الطبي إلى نوعين هما كالآتي:
- المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية
يعد النوع الأكثر شيوعًا، حيث تظل زاوية التصريف بين القزحية والقرنية مفتوحة، ولكن تعجز أجزاء العين الأخرى عن تصريف السوائل بكفاءة مما يؤدي إلى ارتفاع تدريجي وبطيء في ضغط العين.
- المياه الزرقاء مغلقة الزاوية
يحدث نتيجة انسداد زاوية التصريف بين القرنية والقزحية جزئيًا أو كليًا، مما يسبب زيادة الضغط داخل العين، وقد يحدث فجأةً أو تدريجيًا.
كذلك قد تصنف أنواع المياه الزرقاء إلى مزمنة أو حادة حسب حدة ظهور الأعراض، والتي سوف نسردها بالتفصيل لاحقًا.
أسباب الإصابة بالمياه الزرقاء في العين
يعد السبب الأساسي للإصابة بالمياه الزرقاء هو عدم قدرة العين على تصريف السوائل بداخلها من زاوية التصريف -مكان التقاء القزحية والقرنية-، مما يسبب تراكم السوائل داخل العين وزيادة الضغط الداخلي لها، ما قد ينتج عنه تلف العصب البصري وظهور بقع سوداء في مجال رؤية العين.
كذلك قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بزرق العين، ونذكر منها الآتي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- التقدم بالعمر، حيث تزيد فرص الإصابة بالمرض بعد تجاوز سن الـ 55 عامًا.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، منها داء السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي وأنيميا الخلايا المنجلية.
- تناول أدوية أو قطرات العين المحتوية على الكورتيكوستيرويدات فترات طويلة.
- الانحدار من أصول أفريقية أو آسيوية أو لاتينية.
- تَرَقُق القرنية في المنتصف.
- الإصابة بقصر أو طول نظر شديد.
- بعض الإصابات أو الصدمات في العين.
- الخضوع لبعض عمليات العين.
أعراض المياه الزرقاء في العين
تكون أعراض المياه الزرقاء في العين غير ملحوظة في بداية الإصابة ولا تسبب ألم أو صداع ملحوظ، ولكن تظهر أعراض ضعف النظر غالبًا مع بداية تلف العصب البصري، وقد يصل الأمر إلى فقدان البصر.
تختلف أعراض المياه الزرقاء في العين التي تظهر على المريض مع تقدم الحالة، وحسب نوع المياه الزرقاء كالآتي:
- المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية
تشمل:
- قد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة.
- ظهور تدريجي لبقع عمياء في مجال الرؤية الطرفية (المحيطية).
- صعوبة رؤية الأشياء في مجال الرؤية المركزية في مراحل المرض المتقدمة.
- المياه الزرقاء مغلقة الزاوية
تشمل:
- صداع شديد.
- ألم حاد في العين.
- احمرار العين بشدة.
- تشوش الرؤية.
- الغثيان أو القيء.
- رؤية هالات أو حلقات ملونة حول مصدر الضوء.
- ضعف تدريجي في النظر، وقد يصل إلى حد فقدان البصر في المراحل المتقدمة من المرض.
في حالة الشعور بأعراض مفاجئة من صداع حاد وآلام شديدة في العين، ينبغي التوجه فورًا للفحص دون تأخير وتلقي العلاج المناسب في أسرع وقت.
طرق تشخيص الإصابة بالمياه الزرقاء في العين
يجب التشخيص الدقيق لحالة المريض كي يتمكن الطبيب من وصف علاج المياه الزرقاء في العين المناسب للحالة الصحية، وذلك عن طريق إجراء الفحوصات الآتية:
- فحص حدة الإبصار.
- قياس ضغط العين.
- فحص مدى عمق زاوية تصريف العين.
- قياس سمك القرنية.
- فحص قاع العين، لتحديد مدى تلف العصب البصري.
- اختبار مجال الرؤية لفحص مناطق فقدان الرؤية.
- تصوير العصب البصري بالأشعة المقطعية.
الأسئلة الشائعة عن المياه الزرقاء
يتساءل بعض المرضى بعض الأسئلة عن المياه الزرقاء أسبابها وعلاجها كالآتي:
هل الماء الزرقاء في العين خطير؟
قد ينتج عن الإصابة بالمياه الزرقاء تلف العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين، وبالتالي فقدان البصر في حالة الإهمال في علاج المياه الزرقاء.
هل تتحول المياه البيضاء إلى زرقاء؟
لا، في أغلب الحالات لا تتحول المياه البيضاء في العين إلى زرقاء، لأنهما حالتان مختلفتان في الأسباب والعلاج، ولكن في بعض الحالات قد يصاب الشخص بالحالتين.
قد يسبب إهمال علاج المياه البيضاء زيادة ضغط العين وحدوث الجلوكوما.
ما نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء؟
تعد نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء نسبة مرتفعة خاصةً في حالة أن العصب البصري سليم، مع التزام المريض بالتعليمات بعد تصريف السوائل الزائدة من العين.
طرق علاج المياه الزرقاء في العين ( الجلوكوما)
يحدد طبيب الرمد طريقة علاج المياه الزرقاء في العين بناءً على نتائج فحوصات العين وطبقًا لحالة المريض الصحية، ومدى تأثر العصب البصري.
تعد أهم خطوات علاج المياه الزرقاء هي المتابعة الدورية للمريض مع الطبيب المختص على فترات متقاربة، لتحديد مدى التحسن في ضغط العين وحالة العصب البصري.
تشمل طرق علاج المياه الزرقاء في العين الآتي:
- قطرات العين
لتقليل ضغط العين عن طريق تقليل كمية إفراز السوائل بداخلها، وتحسين تصريف السوائل من العين إلى الخارج.
قد يصف الطبيب أكثر من قطرة لتقليل ضغط العين.
- الأدوية الفموية
قد لا تخفض القطرات وحدها ضغط العين، لذلك يصف الطبيب بعض الأدوية عن طريق الفم لتقليل ضغط العين.
- علاج المياه الزرقاء بالليزر
يستعين الطبيب بالليزر إذا لم تنجح الأدوية في علاج المرض ومنع تدهور الحالة، من أجل فتح زاوية العين المغلقة لتسريع تصريف السوائل المتراكمة في العين.
- العلاج الجراحي
يلجأ الطبيب للجراحة عندما تفشل الأدوية وقطرات العين والليزر في الحد من ضغط العين وتدهور العصب البصري، ولكنه لا يحسن الضرر الواقع على العصب البصري.
يفتح الطبيب فتحة صغيرة في بياض العين لتصريف السائل من العين، وينحصر دور الجراحة في تقليل ضغط العين للحد من تفاقم الأعراض وإصابة العصب البصري بالمزيد من الضرر.
ينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بعلاج المياه الزرقاء في العين من أجل الحفاظ على العصب البصري، لأن خلاياه العصبية لا يمكن تجديدها مما يؤدي إلى فقدان النظر الجزئي أو الكلي، وذلك على حسب درجة التضرر.
هل يمكن الوقاية من المياه الزرقاء؟
يمكن الوقاية من المياه الزرقاء وتليف العصب البصري وفقدان البصر باتباع الآتي:
- الفحص الدوري للعين، لاكتشاف المرض في مراحله الأولى وقبل تلف العصب البصري.
- استخدام قطرات العين التي يصفها الطبيب بانتظام للحد من ارتفاع ضغط العين، وبالتالي تجنب تلف العصب البصري.
- حماية العين من الإصابات، بارتداء واقٍ للعين أثناء استخدام الأدوات الحادة وممارسة الرياضات العنيفة.
كذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بالخضوع لفحص شامل للعين كل 5- 10 أعوام في عمر أقل من 40 عامًا، وإجراء فحص للعين كل عام إلى عامين عند عمر أكبر من 65 عامًا.
ختامًا لا تتهاون في علاج المياه الزرقاء في العين مع اهمية المتابعة الدورية مع الطبيب لتفادي مضاعفات المياه الزرقاء.
للحصول على استشارة من خلال طبيب مختص احجز مع أفضل طبيب عيون في مصر من خلال كلينيدو.