بنى “إمحوتب” أول هرم في مصر القديمة هرم زوسر المدرج في سقارة، وقد كانت نقلة حضارية عظيمة في مجال العمارة الفرعونية.
والمفاجأة أن “إمحوتب” لم يكن أول مهندس معماري يبني الأهرامات فحسب، ولكنه كان يملك معرفة كبيرة في الطب في مصر القديمة.
إذ يعد أول طبيب في تاريخ البشرية، كما أسس إمحوتب مدرسة لتعليم الطب في ممفيس المصرية التي أصبحت مقرًا لعبادته فيما بعد.
كذلك كان على علم بفنون التحنيط وعلم التشريح وألف كثير من البرديات عن علاج الأمراض، بالإضافة إلى معرفته بعلم النجوم أيضًا.
في هذا المقال سوف نأخذكم في رحلة عن علوم الطب في مصر القديمة منذ نشأة الحضارة الفرعونية، وحتى يومنا هذا وتميز مصر بابنائها أمهر الأطباء في مختلف التخصصات.
أشهر بردية عن ممارسة الطب في مصر القديمة
كانت البرديات -المواد الوثائقية المكتوبة على لفائف الورق المصنوعة من نبات البردي- مصدرًا خصبًا لكثير من جوانب الحضارة المصرية المختلفة.
إذ كانت البرديات في مصر الفرعونية تستخدم في الفرق المتقدمة في المدارس والمعابد وتدوين الوثائق المهمة، لصعوبة مسح الحبر المستخدم في الكتابة عليها.
تعد “بردية إيبرس” في مجال الطب أقدم مخطوطة علمية محفوظة قدمتها الحضارة المصرية القديمة تجمع بين الطب والوصفات السحرية.
وتعد مرجعًا مهمًا لأمراض الباطنة والعيون والجلد والأطراف والنساء وبعض الجراحات.
تحتوي هذه البردية على أكثر من 700 وصفة وتركيبة سحرية لعلاج عديد من الأمراض، كما تتضمن هذه البردية بعض المصطلحات الخاصة بالتشريح الفسيولوجي وطرق العلاج.
يُرجّح أن المؤلفين كتبوها حوالي عام 1500 قبل الميلاد، ولكن قد تحتوي على نسخ من مواد يعود تاريخها إلى عام 3400 قبل الميلاد.
تعد البردية أيضًا من أقدم الوثائق الطبية حيث تقدم دليلاً على بعض الإجراءات العلمية السليمة.
حيث يبدو أن الأطباء كانوا على معرفة جيدة ببنية العظام، وبكيفية عمل الدماغ والكبد.
مجالات الطب في مصر القديمة المختلفة
وفقًا لبردية إيبرس فقد وصفت عديد من المجالات الطبية بالتفصيل ووظائف أعضاء الجسم.
وكذلك احتوت على بعض النصائح لعلاج كثير من المشاكل الصحية.
- القلب
اعتقد المصريون أن القلب مركز إمداد الجسم بالدم، ونقطة التقاء الأوعية الدموية التي تحمل الدموع والبول والسائل المنوي والدم.
وصف باحثون عام 2014 فهم المصريين القدماء للجهاز القلبي الوعائي بأنه “متطور بشكل مدهش، إن لم يكن دقيقًا”.
كما اعتقد المصريون أن القلب مصدر الحياة والعاطفة والعقل.
- الأمراض النفسية
وصفت الوثيقة بالتفصيل خصائص وأسباب وعلاج بعض الاضطرابات النفسية، مثل الخرف والاكتئاب.
وكانوا يعتقدون أن الأمراض النفسية ناتجة عن الأرواح الشريرة والآلهة الغاضبة.
- الجراحة
عرف المصريون خياطة الجروح واستخدام بعض النباتات كمضادات للجرح وتطهيره وتسكين الألم، كذلك بعض الأدوات الجراحية البسيطة مثل الملاقط والكماشات.
- تنظيم الأسرة
تتناول المخطوطة وسائل تحديد النسل، وكيفية معرفة ما إذا كانت المرأة حاملًا، وبعض المشكلات النسائية الأخرى.
- طب الأسنان
مارس المصريون القدماء أيضًا طب الأسنان، ويبدو أن تسوس الأسنان كان شائعًا وقتها.
وقد استخدموا بعض العلاجات للأسنان مثل الكمون والبخور والبصل لعلاج تورم اللثة، والأفيون لتسكين الألم.
كذلك حفر ثقوب في الفك لتصريف الخراج ومع ذلك، لا يبدو أنهم كانوا يخلعون الأسنان.
- نصائح عامة
احتوت المخطوطة على نصائح عن علاج مشاكل الجلد والأسنان وأمراض العيون والأمعاء وعلاج الطفيليات، وعلاج الأورام والحروق والخراج والكسور.
بالإضافة إلى ما سبق قدم الأطباء بعض النصائح للعامة بغسل أجسامهم وحلقها للوقاية من العدوى، وتناول الطعام بحرص، وتجنب الحيوانات النجسة والأسماك النيئة أيضًا.
أشهر ممارسي الطب في مصر القديمة
يعد “إيمحوتب” و”أمنحوتب بن حابو” من أشهر الأطباء في مصر القديمة.
ذاعت شهرة “إيمحوتب” كأشهر الأطباء على مر السنين وعثر على تماثيل كثيرة له تدل على تمتعه بالاحترام والمكانة العظيمة.
كذلك عرف المصريون القدماء التخصص في الطب فكان هناك أطباء للجراحة والعيون والنساء وأطباء الأسنان أيضًا.
وقد وضع المصريون القدماء شروطًا صارمة للالتحاق بمدرسة الطب منها أن يتصف بالآتي:
- كثير الصمت.
- حكيمًا.
- رحيمًا.
- أمينًا.
كذلك حرص المصريون القدماء على إنشاء المستشفيات (بيت الحياة) لعلاج المرضى وصرف الأدوية لهم.
كما برع المصريون القدماء في التحنيط الذي يعد أحد أبرز علامات الحضارة المصرية القديمة.
ويعد دليلًا أيضًا على تقدم المصريين في التشريح والطب في مصر القديمة.
ما المواد التي كانت تستخدم في العلاج قديمًا؟
ذكر في بردية إيبرس عديد من العلاجات المستخلصة من الأعشاب الطبية والنباتات الطبيعية، وبعض المواد الحيوانية لعلاج الصداع والجروح والحروق والأمراض الجلدية وغيرها.
نذكر بعض من هذه العلاجات على سبيل المثال كالآتي:
- الربو: العسل والحليب والسمسم واللبان.
- الحروق وأمراض الجلد: الصبار.
- الألم: الزعتر.
- مشاكل الجهاز الهضمي:النعناع والثوم وخشب الصندل والعرعر.
- رائحة الفم الكريهة: النعناع والكراوية.
- الصرع: الكافور.
- القيء: النعناع لإيقافه وبذور الخردل لتسكينه.
تطور الطب في مصر بين الماضي والحاضر
مثلما كانت مصر القديمة مهد الطب، فإن مصر الحديثة هي موطن لأجيال من الأطباء حملوا شعلة التميز، ونقلوها من البرديات إلى تكنولوجيا العصر الحديث.
إذ تطور الطب في مصر القديمة مكملًا المسيرة على مر العصور بعد العصر الفرعوني مرورًا بالعصر الإغريقي والروماني وشهرة إسكندرية الواسعة كمنارة للعلم.
كذلك إزدهار الطب في مصر في العصر الإسلامي وإنشاء المستشفيات الكبرى (البيماريستانات) لعلاج المرضى وتعليم الطب.
وصولًا إلى اهتمام محمد علي في العصر الحديث بإنشاء مدارس الطب، ثم تأسيس القصر العيني في القرن التاسع عشر.
إن تميز الطبيب المصري في العصر الحالي ليس وليد الصدفة، لطالما نجحت مصر في تخريج كفاءات طبية عظيمة على مر العصور.
إذ أصبحت مصر مقصدًا للكثيرين من أنحاء الوطن العربي والعالم أجمع لتلقي العلاج في مختلف تخصصات الطب على يد أمهر الأطباء المصريين أحفاد إيمحوتب.
أشهر أطباء مصر في العصر الحديث
لم تكن شهرة الطبيب المصري التي ذاعت عبر العصور وليدة الصدفة، ولكنها نتيجة تراكم الخبرات والمهارات والتعلم في أعرق مدارس الطب المصرية عبر العصور.
فقد قدمت مصر للعالم كثير من أمهر وأشهر الأطباء الحاصلين على أعلى الشهادات الدولية، مثل:
- السير مجدي يعقوب، طبيب مصري عالمي ورائد جراحة القلب حول العالم.
- الدكتور محمد الظواهري مكتشف علاج الصدفية.
- د/ حسام موافي من أفضل أطباء الباطنة في مصر والعالم العربي.
- دكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى في مصر والعالم العربي.
- د/ هاني عبد الجواد الحائز على جائزة أفضل طبيب في العالم، ورائد جراحات العمود الفقري.
وغيرهم الكثيرين الذين ذاعت شهرتهم في العالم، ومهاراتهم في استخدام أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية لتخفيف آلام المرضى وعلاجهم.
كما ذاعت شهرة مصر في مجالات عديدة في الطب منها جراحات العمود الفقري والعيون والتجميل وطب الأسنان وغيرها من التخصصات.
السياحة العلاجية في مصر: وجهة العالم
امتد تفوق الطبيب المصري خارج حدود الوطن، فاليوم تعود مصر وجهةً عالمية للسياحة العلاجية، مستندةً إلى إرثها التاريخي ومهارة أطبائها المعاصرين.
إذ نجمع في مصر بين الخبرة الطبية العميقة، والأسعار المنافسة عالميًا، والدفء الثقافي والمزارات السياحية، مما يجعل مصر خياراً لا يضاهى.
وهنا يأتي دور “كلينيدو” (Clinido) -رفيقك في السياحة العلاجية في مصر- كجسر يربط هذا التفوق الطبي العالمي بالراغبين في العلاج من مختلف أنحاء العالم.
إذ تعمل كلينيدو على تسهيل رحلة العلاج بشكل متكامل، بدءً من التواصل مع نخبة من الأطباء المصريين المتميزين
وترتيب مواعيد الجراحة.
وكذلك توفير الإقامة في أفضل الأماكن بالقرب من المراكز الصحية.
كما تضمن لك تجربة علاجية لا تقل جودةً عن المراكز العالمية الكبرى ثم متابعة المريض حتى بعد عودته إلى بلده.
بهذا، تعيد كلينيدو إحياء دور مصر التاريخي كملاذ طبي آمن يسعى إليه الباحثون عن الخبرة الطبية والعلاج، مكملةً بذلك مسيرة آلاف السنين من التميز الطبي.
وتتجه أنظار العالم الآن نحو افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM)، حيث يضم هذا الصرح العظيم بجانب الكنوز الذهبية كنوزاً طبية ومعرفية أيضًا.
كما يضم المتحف أدوات جراحية دقيقة، ومخطوطات علاجية (البرديات)، تجسد مدى التقدم الذي وصل إليه قدماء المصريين في فهم الجسد البشري وعلوم الطب المختلفة.
في النهاية يظل الطب في مصر القديمة والحديثة منارةً للعالم أجمع، وتظل مصر ولّادة لأمهر أطباء العالم.
كما تضم أكبر وأعرق المستشفيات والمراكز الطبية المعتمدة دوليًا على مستوى الوطن العربي.
ويظل الطبيب المصري رمزًا للكفاءة بدايةً من فنون التحنيط إلى استخدام المناظير والليزر في أدق الجراحات الحديثة.
نقدم لك أفضل خدمة متكاملة للعلاج في مصر وخدمات طبية متنوعة بأفضل جودة وأسعار تنافسية، بالتعاون مع أمهر وأشطر الأطباء في مصر من خلال كلينيدو.

