دائماً ما ترتبط الابتسامة بالشعور بالسعادة؛ ولكن في كثير من الأحيان تكون الابتسامة ما هي إلا مجرد وسيلة لإخفاء الحزن والاكتئاب، وهذا ما يعرف بالاكتئاب المبتسم أو الاكتئاب اللانمطي.

في هذا المقال سنتعرف على ما هو الاكتئاب المبتسم، أسبابه وأعراضه ونتائج إهماله، وطرق الوقاية منه والعلاج. 

الاكتئاب المبتسم  Smiling Depression هو نوع من أنواع الاكتئاب السريري، ويعرف باسم الاكتئاب اللانمطي وهناك أشخاص يسمونه الاكتئاب عالي الأداء.

إذ يمارس فيه الشخص جميع الأنشطة اليومية بكل حماس، وعادةً يخبر الشخص المصاب من حوله أنه بخير، بل ويبدو عليه من الخارج أنه بخير؛ ولكنه من الداخل يشعر بالاكتئاب والحزن الشديد.

مصطلح الاكتئاب المبتسم ليس مصطلح دارج بحد ذاته بين مصطلحات الصحة النفسية، لكنه دليل مرجعي يستخدمه بعض المختصين لسهولة التشخيص.

يعد من أحد أنواع الاكتئاب شديدة الخطورة؛ حيث أنه عادةً لا تظهر على المريض أعراض الاكتئاب وبالتالي يصعب ملاحظته، وغالباً ما يرفض الشخص المريض الاعتراف بمرضه؛ مما يزيد من خطورة الموقف وتدهور حالته النفسية. 

لا توجد أبحاث كافية حول من هم الأكثر عرضةً لهذا النوع من الاكتئاب؛ ولكن عادةً ما توجد عدة عوامل تزيد من ظهور علامات مرضى الاكتئاب المبتسم مثل:

يمر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بتجارب حياتية يصعب عليهم تحملها مثل: فقدان شخص عزيز، أو ضغوط في مجال العمل أو الدراسة، أو الكثير من خيبات الأمل المتكررة.

هناك أشخاص دائماً يخافون من الفشل ويسعون إلى الكمال؛ مما يدفعهم إلى إخفاء مشاكلهم والتظاهر بالقوة وعدم الإهتمام.

غالباً ما يتوقع المجتمع من الإنسان أن يظل متفائل وقوي بالرغم من ما يمر به من ظروف وضغوطات؛ مما يجعل الإنسان المصاب بالاكتئاب يميل إلى إخفاء حزنه خلف الابتسامات المزيفة.

هناك من يرى أن المرض النفسي والاكتئاب وصمة عار وتدل على ضعف الإنسان؛ ولذلك يميل الأشخاص المصابون إلى إخفائه، بل وعدم الاعتراف به.

في بعض الأحيان يكون هناك عوامل وراثية تجعل الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب، أو وجود خلل في كيمياء المخ (السيروتونين).

يختلف الشعور بالاكتئاب من شخص لآخر، وكذلك الأعراض، حيث لا يختلف الاكتئاب العادي عن المبتسم في الأعراض؛ ولكن ينجح الأشخاص المصابون بهذا النوع في تطوير مهاراتهم لإخفائها عن الآخرين.

ولكن هناك بعض الأعراض الظاهرية مثل:

  1. تغيرات في الشهية وزيادة أو نقص في الوزن بشكل ملحوظ وبدون قصد.
  2. تفكير في الموت وزيادة الميول الانتحارية. 
  3. الشعور بانعدام القيمة والقلق المستمر وزيادة الانفعالات. 
  4. تغير في ساعات النوم ومواجهة صعوبة في النوم والاستيقاظ.
  5. التقلبات المزاجية والشعور الدائم بالحزن.
  6. مواجهة صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
  7. فقدان الشغف وعدم الاستمتاع أثناء ممارسة الهوايات.
  8. أحياناً يظهر الاكتئاب في صورة آلام جسدية مثل: الإرهاق المستمر والصداع ومواجهة صعوبات في الجهاز الهضمي بدون أسباب واضحة.

الاكتئاب بوجه عام يمكن أن يصيب جميع الأشخاص في جميع المراحل العمرية؛ ولكنه يكون أكثر أنتشارًا بين:

  • النساء.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري.
  • الأفراد الذين يمرون بمشاكل حياتية وصدمات نفسية.
  • من لديهم تاريخ مرضي سابق مع الاكتئاب، سواء كان تاريخ عائلي أو فردي.

الاكتئاب المبتسم في الأساس هو نوع من أنواع الاكتئاب؛ ولكن يختلف في ظهور الأعراض.

تظهر الأعراض بوضوح في الاكتئاب العادي، ولكنها لا تظهر فيه بسهولة لنجاح المصاب بالاكتئاب في إخفائها؛ وبالتالي يصعب تشخيصها.

إهمال الاكتئاب بشكل عام يشكل خطورة على صحة الإنسان النفسية والجسدية؛ وله الكثير من الآثار السلبية منها:

  1. التفكير الزائد في الموت والذي يدفعه إلى الانتحار في كثير من الأحيان.
  2. تدهور الحالة النفسية بشكل كبير، وإهمال أنشطة الحياة اليومية.
  3. المعاناة من آلام جسدية مثل الصداع المستمر، والخمول والإرهاق، ومشاكل في الجهاز الهضمي؛ وأحياناً يؤدي إلى الأمراض المزمنة مثل: الضغط، والسكري، وأمراض القلب.
  4. مواجهة صعوبة في العلاج وزيادة طول المدة التي يحتاجها المريض في التعافي.

ينبغي أن نهتم بصحتنا النفسية وصحة من حولنا، وبالأخص من يعانون من هذا المرض؛ لأنه مثلما ذكرنا من قبل أن المريض يطور من مهاراته لإخفاء أعراض الاكتئاب.

هناك الكثير من طرق الوقاية والعلاج أهمها:

  • الأعتراف بمواجهة المشكلة والسعي إلى حلها.
  • الحصول على الدعم ومشاركة المشاعر مع شخص موثوق.
  • الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والبعد عن العزلة.
  • تنظيم الأنشطة اليومية والابتعاد عن التوتر مثل التوتر من الامتحانات.
  • ممارسة التمارين الرياضية وقراءة الكثير من الكتب والمقالات عن الاكتئاب.
  • تنظيم مواعيد النوم وتناول وجبات صحية.
  • طلب المساعدة والاستعانة بطبيب نفسي.

الشعور بالحزن على الرغم من التظاهر بالسعادة يدل على وجود اكتئاب مبتسم ومن أولى خطوات العلاج هي الاعتراف بالمشكلة ومشاركة المشاعر مع أشخاص موثوقة، ممارسة الرياضة والاهتمام بمواعيد النوم والوجبات، زيارة طبيب نفسي للمساعدة.

من الصعب التعرف عليه وكشفه بسهولة؛ لكن هناك علامات قد تظهر على الشخص المصاب به مثل:

  • الكلام عن النفس بطريقة سلبية.
  • تقلبات مزاجية بدون أسباب واضحة.
  • الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أغلب الأحيان.
  • المعاناة من آلام جسدية مثل الصداع الدائم.

 لا يطلب المريض المساعدة أغلب الأوقات؛ لأنه في كثير من الأحيان لا يعترف بوجود المرض من الأساس.

في حالة ملاحظة شخص يعاني منه وتريد المساعدة، عليك فعل التالي:

  1. التقرب منه والدعم النفسي الدائم.
  2. التشجيع على إنجاز المهام اليومية.
  3. خلق مساحة آمنة للكلام وعدم التقليل من مشاعره.
  4. التشجيع على طلب المساعدة وزيارة طبيب نفسي.

في النهاية، الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية؛ فيتوجب علينا الاهتمام بصحتنا والصحة النفسية لمن نحب.

لذلك ليس كل من يبتسم سعيد؛ فهناك من يخفي وراء هذه الابتسامة الكثير من الحزن.

إذا كنت تعاني من أي عرض من أعراض الاكتئاب المبتسم التي ذكرناها وتحتاج مساعدة، احجز أشطر دكتور نفسي عن طريق كلينيدو.

احجز اشطر دكتور نفسي في مصر من كلينيدو

شارك المقال