يؤدي إهمال علاج مرض السكري إلى الإصابة بعديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد حياة المريض، ومن أبرزها الإصابة بالقدم السكري.

لذا ينبغي أن يحرص مريض السكر على تحديد أسباب الإصابة والوقاية منها، وألا يتردد في استشارة الطبيب المختص قبل فوات الأوان، وهذا ما سوف نوضحه في المقال.

 القدم السكري هي حالة مرضية تصيب مرضى السكر -بنوعيه الأول أو الثاني- ممن يعانون من عدم انضباط مستوى السكر في الدم لفترات طويلة، نتيجة إهمال العلاج سواء الأقراص الفموية المنظمة لمستوى السكر في الدم، أو حقن الأنسولين.

يعد السبب الرئيسي للإصابة بهذه الحالة هو الإصابة بمضاعفات مرض السكر، ومنها ما يلي:

  • التهاب الأعصاب الطرفية

كنتيجة لعدم ضبط مستوى السكر في الدم وارتفاعه أغلب الوقت يحدث التهاب الأعصاب الطرفية، مما ينتج عنه شعور المريض بالتنميل والوخز في القدم بالإضافة إلى فقدان الإحساس بهما، وبالتالي يتعرض المريض للإصابة بالجروح أو القرح في القدم دون أن يشعر بها، وقد ينتهي الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بالغرغرينا (هي موت الأنسجة نتيجة ضعف تدفق الدم إليها).

  • انسداد الشرايين الطرفية

قد يصاب المريض بانسداد في الشرايين الطرفية المغذية للقدم نتيجة ترسب الدهون على جدران الشرايين الداخلية خاصةً عند استمرار عدم انضباط مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى  ضعف تدفق الدم في الشرايين، وبالتالي حدوث بعض المضاعفات الخطيرة -نتيجة عدم التئام الجروح التي يتعرض لها المريض- مثل الغرغرينا.

  • التهاب المفاصل

في مراحل متقدمة من المرض قد يصاب المريض بالتهابات في المفاصل وتكسر العظام بسهولة، وتعرف بحالة “مفصل شاركوت”.

يوجد بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض، وتشمل الآتي:

  • ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول في الدم.
  • الإصابة ببعض أمراض الكلى.
  • وجود تاريخ عائلي وراثي للإصابة بالمرض.
  • التدخين بشراهة يسبب ضيق الشرايين وانسدادها.
  • السمنة وزيادة الوزن.
  • تشوهات القدم.

تظهر مجموعة من الأعراض على قدم المريض تدل على إصابته بهذه الحالة، ومنها الآتي:

  • وجود خطوط حمراء على القدم وتغير لون جلد القدم إلى اللون الداكن، ويعد سواد القدم لمرضى السكر من أعراض القدم السكري الشائعة.
  • تغير درجة حرارة القدمين.
  • تورم واحمرار القدم والكاحل.
  • الإصابة بالالتهابات الفطرية.
  • جفاف وتشققات في الجلد والكعب.
  • تشقق أظافر الأصابع وقد تنغرز في الجلد أو تصاب بالفطريات.
  • الشعور بوخز وتنميل أو آلام شديدة في القدم والكاحل.
  • قرح تستمر لأكثر من أسبوعين ولا تلتئم سريعًا، وقد تنزف دم أو صديد، وقد تكون عميقة يظهر العظم تحتها.
  • فقدان الإحساس في القدم في بعض الحالات.

قد تتطور أعراض المرض مع إهمال العلاج ويصاب المريض ببعض المضاعفات الخطيرة، مثل:

  • التهاب الجلد وتكون الدمامل والخراريج نتيجة العدوى. 
  • مجموعة من القرح والجروح التي لا تلتئم، مع وجود إفرازات كريهة الرائحة.
  • تشوهات في القدم نتيجة كسر الأصابع أو عظام القدم “قدم شاركوت”.
  • الإصابة بالغرغرينا في أحد الأصابع أو جزء من القدم في المراحل المتقدمة من المرض، وقد تنتهي ببتر أحد الأصابع أو القدم كلها أو جزء منها.

يدور في ذهن الكثيرين من مرضى السكر العديد من الأسئلة التي تخص هذه الحالة، نطرح منها الآتي:

يعالج حالات القدم السكري والغرغرينا طبيب متخصص في جراحة الأوعية الدموية، عن طريق التدخل الجراحي أو القسطرة التداخلية لعلاج قصور الدورة الدموية.

لا يوجد جواب قاطع على هذا السؤال، ولكن يمكن شفاء كثير من الحالات عند اكتشافها مبكرًا لأن الحالات المتقدمة يكون العلاج أكثر صعوبةً، بالإضافة إلى أن الالتزام بالعلاج واتباع تعليمات الطبيب بدقة يزيد من فرص الشفاء.

تعد أولى خطوات علاج القدم السكري هي ضبط مستوى السكر في الدم من خلال تناول علاج السكر بانتظام سواء عن طريق الأقراص الفموية أو حقن الأنسولين، بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة القدمين وفحصهم يوميًا والحرص على علاج أي جروح أو شقوق دون تأخير.

في حالة وجود جروح أو قرح يشمل العلاج في معظم الحالات أحد هذه الإجراءات:

  • تنظيف الجرح جيدًا وإزالة الأنسجة الميتة والجلد التالف.
  • إزالة أي صديد أو إفرازات وسوائل من الجروح والقرح.
  • وضع ضمادة خاصة على الجرح.
  • تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم أو الموضعية لعلاج العدوى المصاحبة للجروح.
  • استخدام بعض الكريمات التي تحتوي على حمض الهيالورونيك لتساعد على التئام الجرح.
  • مراقبة ظهور الغرغرينا على الأصابع أو القدم.

في حالة عدم نجاح العلاجات السابقة واستمرار وجود الجروح والقرح يلجأ الطبيب المعالج إلى العلاج الجراحي، ويشمل ما يلي:

  • استخدام الدعامات من خلال جراحة الأوعية الدموية للحفاظ على الأوعية الدموية مفتوحة ومنع انسدادها.
  • المجازاة الشريانية وتوصيل شرايين جديدة لتحسين تدفق الدم للمكان المصاب.
  • إزالة الأنسجة المصابة والميتة من القدم.
  • بتر جزء من الأصابع أو القدم، أو قد يصل الأمر إلى ما قبل الركبة أو بعدها للتخلص من الأجزاء المصابة بالغرغرينا. 

تستخدم بعض التقنيات الحديثة في علاج بعض الحالات المتقدمة لإجراء جلسات بانتظام أسبوعياً، ومن هذه التقنيات الآتي:

  • جهاز الموجات فوق الصوتية: لزيادة تدفق الدم إلى الجرح، مما يؤدي إلى سرعة التئامه.
  • جهاز الضغط السالب: يستخدم للتغيير مرة أو مرتين في الأسبوع على الجرح، لتسريع التئامه.

يجب على مريض السكر اتباع عدة تعليمات للوقاية من الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته الخطيرة، ويعد أهمها ضبط مستوى السكر في الدم وتناول العلاج بانتظام وبالجرعات التي يحددها الطبيب، وإجراء تحليل السكر التراكمي بانتظام للإطمئنان على انضباط مستوى السكر، بالإضافة إلى عدة نصائح للاهتمام بالقدمين منها ما يلي:

  • فحص القدمين باستمرار للتأكد من خلوها من الجروح أو القرح، لأن مريض السكر قد يفقد الإحساس جزئيًا في القدم ولا يشعر بالجروح.
  • علاج أي جرح أو تشقق في القدم دون تأخير.
  • العناية بنظافة القدمين وغسلها باستمرار بالماء الدافيء والصابون، مع التجفيف الجيد بين الأصابع لمنع الإصابة بالفطريات.
  • الاهتمام بقص أظافر القدم بانتظام بشكل دائري وليس مستقيم، وتنظيفها وتعقيم الأدوات المستخدمة، لمنع العدوى الفطرية أو البكتيرية.
  • الحرص على ارتداء حذاء طبي مقاسه مناسب ومريح للقدم، لأن الحذاء الضيق قد يعيق تدفق الدم إلى القدم.
  • ارتداء الجوارب القطنية الناعمة لتمتص العرق وتمنع نمو الفطريات.
  • عدم ارتداء الحذاء لفترات طويلة لمنع تعرض القدمين لدرجات حرارة عالية، مع الحرص على تهويتها جيدًا.
  • الحرص على تدفئة القدمين وحمايتها من التعرض للبرودة الشديدة. 
  • عدم المشي حافيًا في المنزل للوقاية من الجروح والإصابات.
  • استخدام الكريمات المرطبة بانتظام، لترطيب الجلد والوقاية من جفافه والإصابة بالتشققات أو الخدوش في القدم.
  • حرص مريض السكر على اتباع أسلوب حياة صحي يشمل:
  1. نظام غذائي صحي مع تقليل الدهون الضارة والملح والسكر.
  2. أداء الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية بانتظام.
  3. الامتناع عن التدخين.
  4. علاج الأمراض المزمنة المصاحبة للسكري، ومنها ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وأمراض القلب والكلى.

في الختام يمكن أن يصبح مرض السكري صديقًا للمريض إذا التزم بالعلاج والغذاء الصحي وتعليمات الطبيب المعالج لضبط مستوى السكر وتجنب حدوث المضاعفات الخطيرة للمرض.

فدائمًا تكون الوقاية خيرٌ من العلاج، وفي حالة ظهور أي أعراض غريبة لا تتردد في استشارة الطبيب المختص، احجز مع أفضل دكتور لعلاج القدم السكري  وجراحة الأوعية الدموية من خلال منصة كلينيدو.

أفضل دكتور لعلاج القدم السكري  وجراحة الأوعية الدموية من خلال منصة كلينيدو
شارك المقال